یجب أن نقول في البدایة أن هناک درجتان لهدایة أشرف المخلوقات:
ألف) الهداية التشریعية أو إرائة الطریق؛ هذه الهداية عامة تشمل کل البشر. تتم الهدایة بالأنبیاء و الأئمة و الصلحاء:*إنّا هَدَیناهُ السّبیل إمّا شاکِراً و إمّا کَفَوراً*(دهر/3).
ب) الهدایة الباطنية أو الإیصال إلی المطلوب؛ * والَّذین جاهَدوا فینا لَنَهدینَّهُم سُبُلَنا و إنّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنین*(عنکبوت/69). إن الله وعد الناس أن یهدیهم نفسه إلی الحق بعد محاولاتهم الکثیرة. هذه الهداية نوع من الهدایة التکوینية و هنا جدیر بالذکر أنواع من الهداية التکوينية:
1) الهداية التکویني لکل الموجودات؛ * قالَ رَبُّنَا الَّذی أَعْطى كُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى*(طه/50). تتم الهداية الباطنية بتصرف الإمام في نفوس الناس و هذا الأمر لایتعلق بالحضور الجسمي للإمام علیه السلام بین الناس بل یتم في غیبته أیضاً.
2) الهداية التکویني لکل البشر؛ *فطرة الله التی فطر الناس علیها*(روم/30) و *فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها*(شمس/8).
3) الهدایة التکوینية خاصة للنفوس اللائقة؛ *وَ اجْتَبَیْناهُمْ وَ هَدَیْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقیمٍ، ذلِكَ هُدَى اللَّهِ یَهْدی بِهِ مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِه...*(أنعام/87 و 88).
إن الإمام المهدي یهدي الناس إلی طریق الحق؛ قال المرحوم العلامة الطباطبائي في تفسیره المیزان: إن القرآن حیثما یذکر الإمامة، یشیر بالإمامة، کأنه یرید تفسیر بحث الإمامة و تبیین شأن الإمام الذي رسالته الأصلیة هي الهداية الباطنية الخاصة. فالإمام یستطیع أن یهدی الناس إلی الکمال بالهدایة الباطنية و الروحية علاوة علی الهداية الظاهرية؛ * و جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یهْدُونَ بِأَمْرِنَا.... *(أنبیاء/73) و * وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا* و کذلک قال العلامة: الإمام هو الهادي للناس بأمره الملکوتي، فالإمامة نوع من ولایة الإمام في أعمال الناس و هدایته یوصلهم إلی المطلوب في الحضور و الغیبة.
لایتم قبول هذه الهداية إلا بالعمل الصالح و الرابطة الروحية و الوجودية بالإمام المهدي و تستمر بالذکر و التوسل و الزیارة و العمل بالشریعة الإسلامية ظاهرها و باطنها.