montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

الإمام المهدي و العدل الهي
ان البشرية تحتاج الى انسان كامل يجسد التعاليم الالهية وتتمثل فيه الشرائع والاحكام السماوية دون نقص او زيادة وان يكون معصوماً عن الخطأ والعصيان وكل ما يعتور الانسان العادي من انحراف . فالامام وجود ضروري لازم لأستمرار معرفة الله وعبادته فهو مستودع علم الله وسره وهو كالمرآة تتجلى فيه حقائق العالم فتعشوا البشرية الى نوره لأنهم يعيشون عالم الشهود على بصيرة من امرهم منعمين بلذائذ الكمال . فكل بني البشر من مسلمين وغير المسلمين ينتظرون شخصاً يمثل هذه المواصفات ويؤمنون بظهور المصلح والمنقذ والمخلص الذي يصلح شأن العالم بعد ان يعم الظلم وينتشر الفساد وتنه مدعوم بقوة غيبية وان النصر سيكون حليفه . وكل امة من الامم تدعي انه فيها لكن هذه العقيدة واضحة كوضوح الشمس عند المسلمين اكثر من غيرهم الا ان الاعتقاد بالمصلح الموعود وهو عقيدة قديمة بشر بها الانبياء اممهم وان مصدرها الوحي الالهي وقد قال تعالى ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ))(1). وإذا تأملنا في القرآن الكريم، فإنّنا نجده يعطي هذه البشارة، حيث يقرّر أنّ مستقبل البشرية في هذه الدنيا هو طيّ بساط الشّر والظلم ومجيء عهد الخير والعدل. وهذه واحدة من الآيات التي تبيّن، ذلك: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (2)وهنا يعطي الله سبحانه وعداً قاطعاً لأهل الإيمان والعمل الصالح بأنّ العاقبة في هذه الدنيا سوف تكون لهم، وأنّ الذي يحكم العالم في النهاية هو شعار (لا إله إلّا الله) ودين الله بكل ما فيه من المعنويات والقيم الصحيحة وعلى رأسها العدالة الحقيقة والتامّة. العدالة من مقولات الجمال ومصاديقه، الجمال المعقول وليس المحسوس طبعاً ويخطئ الذين يزعمون أنّ الإنسان بفطرته ليس مريداً للعدالة ولا طالباً لها، وأنّه لا يتقبّلها إلّا أن تُفرض عليه فرضاً، أو يدّعون أنّ عقل البشر يجب أن يصل إلى مرحلة يرى فيها مصلحته الشخصيّة في العدالة، بصورة تلقائية دون أن يكون للإنسان أيّ دور في ذلك. من البديهيّ أنّ العدالة شيء عمليّ وقابل للتطبيق، لأنها تتلاءم مع فطرة الإنسان أولاً، وتنسجم مع قوانين الكون والطبيعة ثانياً. ولكنّ تحقيق هذا الأمر يحتاج إلى وضع برنامج صحيح والإشراف على إجرائه وتنفيذه بدقّة وكفاءة عالية، ولن يتمّ بصورته الكاملة إلّا في عهد صاحب الزَّمان عجل الله تعالى فرجه الشريف فهو ذلك (المربّي الكامل الذي تنتظره البشرية جمعاء لترى تطبيق العدل الكليّ والعدالة الشاملة على يديه).
وبحكم كلّ الشواهد والأدلّة التي وصلت إلينا عن طريق ديننا الذي يُحدّثنا عن موضوع ظهور الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف وسيادة العدل الكليّ الشامل في طول الدنيا وعرضها. مع الروايات الّتي وردت بشأن الإمام المهديّ، فإنّ الجملة هي هكذا: "يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجوراً"(3)، أنا العبد لم أشاهد موضعاً واحداً ولا أظنّ أنّه يوجد "بعدما مُلئت ظلماً وجورا". فبالالتفات إلى هذه النقطة، رجعت إلى الروايات العديدة في الأبواب المختلفة ولم أجد في أيّ مكانٍ جملة، "بعدما مُلئت ظلماً وجورا"، ففي كلّ الأماكن يوجد "كما مُلئت ظلماً وجورا"، أي أنّ امتلاء الدنيا بالعدل والقسط بواسطة الإمام المهديّ لا يكون مباشرةً بعد أن تُملأ بالظلم والجور، كلّا، بل إنّه كما حصل طوال التاريخ، وليس في موضعٍ واحد أو زمان واحد، بل في أزمنة مختلفة، كانت الدنيا تُملأ بالظلم والجور، سواءٌ في عهد الفراعنة، أو في عصور الحكومات الطاغوتية أو في أيّام السلطات الظالمة الّتي جعلت كلّ هذه الدنيا ترزح تحت وطأة ظلمها وفي ظلّ السحب السوداء للجور والعدوان بحيث إنّه لم نرَ فيها أيّ علامة على العدالة والحرّية، فكما أنّ الدنيا عاشت مثل هذا اليوم، فإنّها سترى يوماً يمتلئ العالم كلّه في جميع آفاقه بنور العدل، ولا يكون فيه أيّ مكانٍ لا يمتلئ بالقسط .وهناك لن يكون أيّ مكانٍ يحكمه الظلم أو يكون فيه البشر تحت وطأة الظلم وجور.
{1} الانبياء :105
{2} النور:55
{3}الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص341.
الامام المهدي و العدل الهي


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة