إن کل إنسان یختار لنفسه هدفاً في حیاته و یبذل غایة جهده للنیل به. هذا الأمر یجعل حیاة الإنسان قیّماً و علی الرغم من هذا یوضَع الناس موضع التقدیر و الإحترام علی أساس أهدافهم.
إنه في وجهة النظر لمتخصصی المعارف المهدویة، أفضل الأهداف للإنسان، هو الهدف الذي خلق الله تعالی الإنسان للنیل به، أی التعبد لله. من یأملون الحیاة هذه، هم المنجحون حقاً. إن الله تعالی یهدي الناس إلی طریق وحید، أی طریق حجج الله و الأئمة المعصومین علیهم السلام الذین یقومون بإرادة الله. کما قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: أنا مدینة العلم و علي بابها و من أراد المدينة فلیأتها من بابها. و کذلک نقول مخاطباً الإمام المهدي: السلام علیک یا طریق الله الذي یهلُک کل من علی طریقة غیره. فیجب علینا أن نعرف إمام زمامنا و نکون معه و نتبع أوامره بعد أن وجدنا طریق ولایة الله و أدبرنا الطواغیت و کذلک یجب علینا أن ننصر ولی الله بالقیام بأموامره. و بما أن الإمام و حجة الله، رمز و علامة لإرادة الله، إعانتا للإمام هي الإعانة لله و هذا یعني أننا نقول لبیک لدعوة الله إلی طریق الهدایة. الخطوة الأولی لمساعدة الإمام: ینبغي لکل شخص أن یبدأ هذا الطریق بالتهذیب لنفسه؛ هذا هو القدم الأول: حقیق لکل مؤمن أن یحاول لإصلاح العقائد و الأعمال و یبذل غایة جهده للعمل بالتکالیف و الإجتناب من الآثام لکی یخدم الإمام المهدي و یکون علی إستعداد و یقوم بتأهیب الظروف لظهور المهدي الموعود. و نقول في بیان آخر: المنتظر المصلح لیکن الصالح نفسه. جدیر بالذکر أن الهدف الأساسي للإمام المهدي هو إصلاح الناس و توفیر المجتمع الحسن و السلیم و من الضروری أن نصلح أنفسنا لکی نکون من أنصار و شیعة الإمام.
قال الإمام علي علیه السلام للناس: إعلموا أن لکل شخص إمام و هو یقتدي بإمامه و یستفیض بنوره ... إعلموا أنکم لاتستطیعون أن تکون مثلي لکن أنصروني بالورع و الجهد و العفة و إصلاح أنفسکم و تدمیر العیوب. الخطوة الثانية لمساعدة الإمام: المحاولة للتعریف هذه الحقیقة الکبری للآخرین. فعلاوة علی البحوث التخصصیة التی یتعلق بالتعرف و الشرح و التبیین للمعارف المهدوية و یتم القیام بها في المؤسسات العلمية الباحثة، یکون من الضروري أن یحاوَل لتغییر وجهة النظر العامة لأبناء المجتمع حول الإمام المهدي و أسباب ظهوره. إن هذا الأمر هو السبب الأساسي في التعرف للفکرة و الثقافة المهدوية و في النهایة یُبدَی في أعمال أبناء المجتمع و اتجاهاتهم. یبدو أن الطریق الوحيد في تحقق هذا الأمر هو تعلیم المعارف الصحیح المهدوية لتدمیر إساءة الأفهام و إصلاح النظرات الخاطئة. کما روي عن الأئمة المعصومین: رحم الله امرأ یُحيي حکمنا بتعلیم علومنا للناس فإذا علم الناس حسنات کلامنا لاتّبعَنا. کذلک قال الإمام الصادق علیه السلام: لو أدرکت المهدي لخدمته دائماً.(1)
1) المترجم من مجلة آیة، «ویژه نامه دین و فرهنگ»، مقالة «سبک زندگي انسان منتظر» بالتخلیص، لأمیر منتظر قائم.