تزدهر الحیاة العلمیة فی عصر الامام المهدی علیه السلام، و خاصة العلوم الدینیة و الأحكام الشرعیة و المعارف الاسلامیة، الواقعیة و الصحیحة و لهذا فان كثیرا من كتب الفقه و الحدیث سوف تنقح، و الكثیر من مواضیع أصول الفقه سوف ینتهی دورها و یبطل مفعولها، لأن الامام المهدی علیه السلام یبین القواعد العامة للمسائل الشرعیة.
و كذا بالنسبة الی كتب الداریة و علم الرجال و تقسیم الأحادیث الی صحیح و ضعیف، فان تلك كتب یستغنی عنها - لأن أكثرها مبنی علی الحدس و الظن، و انما كان یستفاد منها فی عصر الغیبة و انقطاع الناس عن الامام المعصوم علیه السلام. و كذلك فان أكثر كتب التفسیر یسقط من الاعتبار، اذ لایعبأ الناس بالتفاسیر المنبعثة من الأراء الشخصیة، و تبقی فقط التفاسیر المرویة صحیحة عن أئمة أهل البیت علیهم السلام.
و هكذا بالنسبة الی القراء ات المختلفة فان الناس یتعلمون القرآن من الامام المهدی علیه السلام كما أنزله الله تعالى، و یعرفون تفسیره كما قصده الله و أراده.
ان العلم الصحیح ینتشر فی كل بیت، و تتكون حلقات التدریس فی المجتمعات، للرجال و النساء.قال الامام الباقر علیه السلام:... توتون الحكمة فی زمانه أی زمان الامام المهدی حتی أن المرأة لتقضی فی بیتها بكتاب الله و سنة رسوله صلی الله علیه و اله و سلم. و كذلك فان جمیع المذاهب المستحدثة بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم تلغی لأنها مذاهب لا تجد لها موضعا فی كتاب الله و سنة رسوله.
قال الامام علی علیه السلام فی حدیث عن عصر الامام المهدی علیه السلام:... و یهلك الأشرار، و یبقی الأخیار، و لا یبقی من یبغض أهل البیت... و أخرج السیوطی عن ابن عساكر عن الحسین علیه السلام: ان رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم قال: ابشری یا فاطمة، المهدی منك. و عن أبی جعفر علیه السلام قال: اذا قام قائمنا علیه السلام وضع یده علی رووس العباد، فجمع بها عقولهم، و كملت بها احلامهم. الأحلام: رشد العقل و قوله: وضع یده علی رووسهم كنایة عن تربیة القائم علیه السلام للأمة الاسلامیة. و انما عبر بالرووس باعتبار كونها و عاء العقل و الفكر باعتقاد الناس و وضع الید علیها كنایة عن السیطرة علیها بالاقناع و التربیة. و المراد من اجتماع العقول، الجانب العلمی و الثقافی من حیاة الانسان و المراد من اجتماعها تسالمها علی مفهوم عقائدی واحد، بحیث یكون من الصعب أن نتصور وقوع الخلاف بین شخصین مندمجین فی الایدلوجیة العامة لدولة المهدی علیه السلام العالمیة و هذه النتیجة بجانبیها العلمی و العاطفی هی التی تمثل الوعی العالمی الذی یوجده، المهدی علیه السلام فی دولته و مجتمعه.
مصدرالمقال : تطبیق مکتبة الامام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف