الإمام المهدی هو المؤسس والمعلن عن وجود دولة لآل محمد، وهو إمامها أو رئیسها، أو أمیرها أو الخلیفة الشرعی عشر من خلفاء الرسول، وهو صاحب الكلمة العلیا والمقام الأول فی دولة آل محمد، وهو المرجع الشرعی أو القانونی لكافة سكان الكرة الأرضیة لأنه إمام ووارث لعلمی النبوة والكتاب، ولا یخفی علیه شئ من أمر الدنیا والآخرة، لأن كل ما یحتاجه البشر یعرفه الأئمة الشرعیون، والإمام الشرعی مؤهل إلهیا ومعد لقیادة العالم كله. والإمام المهدی هو القائد العام لجیش الدولة، وهو القاضي الأعلى، وهو المسؤول عن وزرائها. ویساعد الإمام المهدی مجلس وزراء من نوعیة خاصة، ویكفیك أن تعرف بأن المسیح علیه السلام أحد وزرائه، والخضر الشهیر وإلیاس من وزرائه أیضا كما وثقنا وهم من صفوة أولیاء الله. ويساعد المهدي أيضا ولاة أقاليم الكرة الأرضية حيث سيولي الإمام المهدي علي كل إقليم من أقاليم الكرة الأرضية أحد الموثقين من أصحابه ليدبر أمور الإقليم ويسوسه تحت إشراف الإمام المهدى. قال الإمام جعفر الصادق: ویكون من شیعتنا فی دولة القائم سنام الأرض وحكامها، یعطی كل رجل منهم قوة أربعین رجلا {1}.

وروی عن الإمام الباقر قوله: (إذا قام القائم بعث فی كل إقلیم من أقالیم الأرض رجلا فیقول له عهدك فی كفك، فإذا ورد علیك أمر لا تفهمه، ولا تعرف القضاء فیه، فانظر فی كفك واعمل بما فیها...){2}. بمعنی أن ولاة الإمام المهدی وعماله علی الأقالیم من أولیاء الله الصادقین الذین وعوا تاریخ أئمة الضلالة، وأشربوا كراهیة الظلم وأهله. والخلاصة أن حكومة الإمام المهدی وسلطته تقوم بكافة الوظائف التی تقوم بها الدول فی عصرنا هذا وتزید علی ذلك بأنها ملتزمة بتحقیق الكفایة للجمیع وفورا، والرخاء للجمیع وفورا أی بدون وعود، وأنه لا ظلم فیها ولا عوز، علی الإطلاق، وأن الجمیع بما فیهم الإمام المهدی عبید الله لا عبید للدولة ویخضعون لشرع الله لا لشرعها.