montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

متن الدعاء الشريف
دراسة خاطفة في متن دعاء الندبة الشريفة ، تعطينا نور المعرفة بأنه أجلّ الأدعية المباركة ، التي يشهد متنها بعلو قدرها والاستغناء عن سندها. فان فقراتها الفصيحة مبتنية على أصول الدين القويم ، ومنسجمة مع آيات الذكر الحكيم ، وأحاديث الوحي الكريم مما توسمها بقوّة المتن مضافاً الى اعتبار السند. فنرى أنها تبتدي ببيان الربوبية الالهية المحمودة ، وإظهار كمال المحمود في أول فقرةٍ من متنها يعني :
« الحمد للّه ربّ العالمين»
ثم تبيّن عدالة اللّه تعالى في خلقه بارسال رُسله في فقرة :
«إقامة لدينك وحجة على عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقرّه ، ولا يغلب الباطل على أهله».
ثم تهدي الى النبوّة المقدسة ورسالة خاتم الانبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله :
« الى أن انتهيت بالأمر الى حبيبك ونجيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكان كما انتجبته سيد من خلقته ، وصفوة من اصطفيته ، وأفضل من اجتبيته ، واكرم من اعتمدته. قدّمته على انبيائك ، وبعثته الى الثقلين من عبادک».
ثم تصرّح بالامامة الحقّة والخلافة الصادقة ببيانها :
« فلما انقضت أيّامُه أقام وليَّه علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما وآلهما هادياً ، إذ كان هو المنذر ولكلّ قوم هاد. فقال والملأُ أمامه : من كنتُ مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ مَن عاداه ، وانصر من نصره اخذل من خذله ....».
ثم تختم الدعاء بالمعاد والقيامة الكبرى ومشاهدها العظمى :
« واسقنا من حوض جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكأسه وبيده ريّاً رويّاً سائغاً لا ظمأ بعده يا أرحم الراحمین».
كل ذلك مشحوناً بالآيات القرآنية والكلمات الالهيّة في مثل :
« ووعدته أن تُظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون ... ، وجعلت له ولهم أوّلَ بيت وضع للناس ، للذي ببكّة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بيّنات ، مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً ، وقلت انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً .... فقلت قل لا أسألكم عليه أجراً الّا المودة في القربى». بالاضافة الى أنها مسندة في طيّها ضمناً بالاحاديث النبوية المتفق عليها.
بين الفريقين : مثل حديث الغدير : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».
وحديث المنزلة : « انت منّي بمنزلة هارون من موسى».
وحديث مدينة العلم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها».
هذا مع اشتمال فصل الامامة فيها على أبرز معاني الحقيقة الصادعة والفضيلة الصادقة مثل :
١ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام: « وكان بعده هدىً من الضلال ، ونوراً من العمى ، وحبل اللّه المتين ، وصراطه المستقيم. لا يُسبق بقرابة في رَحِم ، ولا بسابقةٍ في دين ، ولا يُلحق في منقبةٍ من مناقبه».
٢ ـ التفجّع على أهل البيت عليهم‌السلام :
« لم يمتثل أمر رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الهادين بعد الهادين ... فقتل من قُتل ، وسُبي من سبي ، وأقصى من اُقصى » الخ.
٣ ـ ندبة الامام المهدي عليه‌السلام :
« أين بقية اللّه التي لا تخلو من العترة الهادية. أين المُعدّ لقطع دابر الظلمة. أين المنتظر لاقامة الأمت والعوج. اين المرتجى لازالة الجور والعدوان. اين المدّخر لتجديد الفرائض والسنن » الخ.
٤ ـ الاستغاثة بالامام المهدي عليه‌السلام: « يابن السادة المقربين ، يابن النجباء الأكرمين ، يابن الهداة المهديّين ، يابن الخيرة المهذّبين » الخ.
٥ ـ التحبب واظهار الحب للامام المهدي عليه‌السلام :
« بنفسي أنت من مغيّب لم يخلُ منّا بنفسي أنت من نازحٍ ما نَزَح عنّا. بنفسي أنت اُمنيّة شائقٍ يتمنّى » الخ.
٦ ـ الدعاء الى اللّه تعالى :
« اللهم أنت كشّاف الكرب والبلوى ، واليك أستعدي فعندك العدوى»، وأنت ربّ الآخرة والدنيا. فاغث يا غياث المستغيثين. عبيدك المبتلى » الخ.
٧ ـ الصلاة على أهل البيت عليهم‌السلام :
« اللهم صل على محمد وآل محمد وصلّ على محمد جده ورسولك السيد الاكبر ، وعلى عليّ أبيه السيد الأصغر ، وجدّته الصديقة الكبرى فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلى من اصطفيت من آبائه البررة ، وعليه… ».
٨ ـ التوسل الى اللّه تعالى وطلب الدولة الحقة : « اللهم وأقم به الحق ، وأدحض به الباطل ، وأدل به أوليائك ، وأذلل به أعدائك ، وصِلِ اللهم بيننا وبينه وُصلةً تؤدّى الى مرافقة سلفه ، واجعلنا ممن يأخذ بحُجزتهم ويمكث في ظلّهم». فتلاحظ أن كلّ ذلك في مضامين هذا الدعاء الشريف في أكمل درجات جلالة القدر وعظمة الشأن ، وقوّة المتن ، وجميعها مطابقة للحق الحقيق ، رزقنا اللّه تعالى لتلاوته أتم التوفيق(1).
{1} الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته، الحسیني الصدر ص312.
شرح دعا الشریف


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة