غريبا ان تعيد هوليود أنتاج كلاسيكات السينما فهي ومنذ سنوات طويلة تعيد انتاج نسخ حديثة لعشرات الافلام الكبيرة. فيلم الطالع 666 (The Omen ) المنتج عام 2006 هو نسخة موفقة لاحد أفلام الرعب الشهيرة في السبعينات والذي كان امتدادا لافلام اطلق عليها آنذاك أفلام ضد المسيح حيث تتمركز قصصها على أطفال يولدون مع بشارة تدمير العالم !
الأفلام التي أنطلقت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي نجحت ربما لروحها الصادمة وتضادها مع فكرة مقدسة دينية كفكرة الطفل الذي ينقذ العالم والتي هي جوهر الديانة المسيحية وقدمتها وأعترفت بها بعض الديانات الاخرى. فيلم مثل طفل روزماري مثلا بدا مع حمل البطلة لطفل (الشيطان) وانتهى بالولادة، فيلم الطالع الاصلي لعام 1976 للمخرج ريتشاد دونر (Richard Donner) يدور حول صبي يولد في مكان غامض ويعيش مع عائلة غير عالئته مع رغبة تدمير ما حوله والعالم!
قد يجد البعض معنا فلسفيا عميقا لأفلام تحمل افكار كهذه (ربما!) وقد لا يجدها البعض الآخر سوى أفلام انتجتها الحركات الفكرية المتحررة التي أنتشرت في الستينات والتي لم تكتفي بمخاصمة الاديان المنظمة بل بدأت بالتحرش بها! نسخة عام من فيلم الطالع 2006 بقيت أمينة لنسخة عام 1976 في القصة وتسلسل الأحداث والبناء الفني لكن ينفصها ذلك الغموض والاصالة الذان ميزا النسخة الاصلية. نسخة 2006 تبدو انها تسير في الطريق المرسوم لها دون ان تجتهد في تقديم بعدا آخر للحكاية او ما تتضمنه من فلسفة او كما يراها البعض هرطقة. بعد البداية المملة والتمهيدات ذات الاشارات الدينية ( الفيلم هو الفيلم الثالث التي تنتنجه هوليود هذه السنة تجري بعض من احداثه في الفاتيكان) يبدأ الفيلم طريقه الغامض المتفرد. فالعائلة التي ترتبط مصيرها بمصير الطفل ( اللعنة ) تبتدا تكتشف ببطء مايحيط الطفل من غموض وشر، الفيلم يتميز حقا بتنفيذ الكثير من المشاهد فيه والرعب الذي تتضمنه مثل مشهد انتحار مربية الطفل في الحفلة التي كانت تقيمها العائلة بما يشبه الطقس الوثني. مما يحسب على الفيلم هو عدم ثبات الجو المرعب الذي صنعه الموضوع واداء الفنانيين فبعد كل مشهد مخيف كمشهد انتحار المربية تقل حدة الفيلم لتعود لتتصاعد مع مشهد الرعب القادم! أداء ابطال الفيلم أحد الاسباب التي تجعل الفيلم ناجحا رغم مشاكله القليلة، الممثل لفيا سيخربر (Liev Schreiber) نجح في تقديم شخصية الوالد المتزنة ، هناك الحضور المدهش للممثل البريطاني بيت بوست ليذيروايت (Pete Postlethwaite) الذي ادى ببيراعة كبيرة دور القس الذي يحذر العائلة من خطر ابنهم (الشيطان) وهناك ايضا نجمة فيلم طفل روزماري الممثلة الكبيرة ميا فارو (Mia Farrow) والتي وافقت بسعادة وكما يصرح المخرج على اداء دور المراة التي تحمي الروح الشريرة في الطفل.