البوذیة
وهی فلسفة وضعیة أسسها (سد هارتا جوتاما)560/480 ق.م، الملقب بـ (بوذا)، أی العالم المستنیر، وانتحلت الصبغة الدینیة، وقد ظهرت فی الهند بعد الدیانة البرهمیة الهندوسیة فی القرن الخامس قبل المیلاد، وكانت فی البدایة تناهض الهندوسیة، وتتجه الى العنایة بالإنسان، وفیها دعوة الى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخیر، وهی ُتعّد نظاماً اخلاقیاً ومذهبا فكریاً مبنیا على نظریات فلسفیة{1}. والبوذیة لم تخرج عن ثوابت الدیانة البرهمیة، فهی أقرب ما تكون إلى كونها حركة روحیة صوفیة كانت ردة فعل على تحجر الدین (الهندوسی)، وعلى تعسف البراهمة واستبدادهم. وفی ذلك یقول العقاد: (فالبوذیة إنما قامت على اساس البرهمیة فی كل عقیدة من عقائد الاصول، وانما تمیزت البوذیة بتبسیط العقائد لطبقات الشعب من غیر طبقة الكهان، ولا تعد إضافة فی صمیم العقائد الدینیة البرهمیة، بل اضافة فی آداب السلوك وفلسفة الحیاة ) وعلى العموم، فأدیان الهند تسیر فی فلك واحد، وان الهندوسیة هی الدین الام، وتشعبت منها الأدیان الاخرى (البوذیة والجینیة والسیخیة...الخ)، ثم تعود علیها فی صورة أو أخرى، وهكذا تلتقی ادیان الهند فی الاعتقاد بالكارما، وان اختلفت هذه الأدیان فی تفسیرها، وتلتقی تبعا لذلك فی القول: بالتناسخ، وفی محاولة التخلص من تكرار المولد بقتل الرغبات والحرمان{2}.
{1} الموسوعة المیسرة فی الادیان والمذاهب والاحزاب المعاصرة، مانع بن حمّاد الجهني، ص 758.
}2} التوظیف السیاسی لعقیدة المهدی علیه السلام وخطره على الأمن الوطنی العراقى، ذو الفقار علی ذو الفقار465.
