montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

الهندوسية
ویطلق علیها أیضاً (البرهمیة(، وهی دیانة وثنیة یعتنقها معظم أهل الهند، وقد تشكلت من مجموعة من العقائد والتقالید عبر مسیرة طویلة من القرن الخامس عشر قبل المیلاد الى وقتنا الحاضر، وهذِه الدیانة تضم القیم الروحیة والخلقیة الى جانب المبادئ القانونیة والتنظیمیة، متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقة إله، ولكل عمل او ظاهرة إله، وللهندوسیة عدد هائل من الكتب المقدسة أهمها: (الفیدا) {1}. وأهم ما تشتهر به البرهمیة، هو نظام الطبقات الذی یقسم المجتمع الهندوسی الى اربع طبقات هی.
1. الطبقة العلیا: وهی طبقة رجال الدین _ البراهما.
2. الملوك والحكماء والمحاربین _ الكاشتر
.3 طبقة التجار والمزارعین _ الویش.
4. طبقة العمال والصناع _ الشودرا.
وما عدا هذه الطبقات، فإنّ باقی الناس قد عُدّوا من المنبوذین (الباریان). العقـائد الهندوسیة وفلسفة الخلاص :ان العقائد الرئیسة فی الفكر الهندوسی تتمحور حول قضیتین رئیستین هما (التثلیث والخلاص)، وكما يلى:
التثلیث: فی القرن التاسع قبل المیلاد جمع الكهنة الهنود الآلهة فی إله واحد، وقالوا: انه هو الذی أخرج العالم من ذاته، وهو الذی یحفظه ثم یهلكه ویرده الیه، وأطلقوا علیه ثلاثة اسماء، فهو (براهما) من حیث هو موجد، وهو (فشنو) من حیث هو حافظ، وهو (شیفا) من حیث هو مهلك. وهكذا فتح الكهنة الهنود الباب للمسیحیین فیما یسمى: تثلیث فی وحدة ووحدة فی تثلیث، فمن یعبد احد الثلاثة، فكأنه عبدها جمیعاً، او عبدَ الواحد الأعلى. الخلاص: لقد لعبت فكرة الخلاص دوراً اساسياً في رسم مسارات الفكر الديني الهندوسى، وكانت تدور حولها اهم العقائد فی الدیانة الهندوسیة. إذ تمثل ذلك فی فكرتین: أولاهما (الإنطلاق والاندماج فی الروح الأعظم براهما)، وثانیهما (التجسد والعودة)

اولا: الانطلاق والاندماج بالروح الاعظم: إذ تتمثل هذه الفكرة فی ثلاث طرق یتم فی نهایتها الانقاذ والخلاص، وهذه الطرق هى: الكارما: ان قانون الجزاء یسمى فی اللغة السنسكریتیة (KARMA)، وجمیع اعمال البشر الاختیاریة التی تؤثر فی الاخرین، خیرا كانت أم شرا، لابد من ان یجازى علیها بالثواب والعقاب طبقا لناموس العدل الصارم، ولكن الهندوس لاحظوا من واقع الحیاة ان الجزاء قد لا یقع _ فی الحیاة الحاضرة_ولذلك لجأوا إلى القول: بتناسخ الأرواح ليقع الجزاء في الحياة القادمة إذا لم يتم فی الحیاة الحاضرة.

تناسخ الأرواح: وهي الطريقة الثانية من طرق الخلاص الذاتى، وتعنى: ان الانسان بأفعاله الصالحة او السیئة یحدد الدرجة التی سیولد علیها فی الجسد الجدید عند ولادته الثانیة، إذ أن روحه ستحل فی جسد ثانی وثالث وهكذا، ویتم التحول من درجة الى درجة نزولا وصعودا حسب افعاله، فهو اما ان یرتقی حتى یندمج بالاله، او یتدنى حتى یصبح حیوانا او حشرة واخیرا، فلابد من خاتمة لهذا الانتقال والتحول، وهذه الحركة اللانهائیة، ویتم ذلك عن طریق (الانطلاق والاندماج) بالروح الاعظم، إذ تحاول النفس الافلات من دورات تجوالها ونتائج اعمالها بالاتحاد بالإله (ابراهما). إن الإندماج بالإله یحقق السعادة التامة، وینهی سلسلة الحیوات التی یعیشها الإنسان حسب عقیدة التناسخ، وهی النهایة الفاضلة التی توحد الانسان بالإله عند الهندوس ، وهكذا یتضح لنا: ان أرقى اشكال الخلاص - بعد ان یجتاز المرء مرحلة (الكارما)، ومرحلة (التناسخ)، وهو الانطلاق والاندماج فی الروح الاعظم (براهما)، وهو ما یسمونه (النرفانا)، أی إتحاد المخلوق بالخالق .

ثانیاً: وحدة الوجود: وهو مبدأ وثیق الصلة بما سبقه، فهذا الكون كله ليس إلاّ ظهوراُ للوجود الأساسي الحقيقى، وان الشمس والقمر وجمیع جهات العالم، وجمیع أرواح الموجودات أجزاء ومظاهر لذلك الوجود المطلق الذی هو الإله الخالق . ومن مصادیق هذه العقیدة فكرة تجسد المنقذ وعودته لإنقاذ البشریة من الظلم والبؤس، (وهو تجسد الاله فی جسد انسان، إذ یتجلى فیه لهدایة البشر، وتسمى بالسنسكریتیة واللغات الهندیة اوتارا). وهناك الكثیر من النصوص فی الكتب المقدسة الهندوسیة التی تتناول هذا الموضوع، ومن زوایا مختلفة، وكلها تتحدث عن الإله (فشنو)، وطبیعة تجسداته الدوریة. یقول الهنود: (ان هذا العالم لیس مخلداً، فسیأتی یوم ینهار فیه كل شیء بسبب النار والفیضان، وعندئذ سیتدخل الإله فشنو ویحول دون احتراق العالم وغرقه، وبدلا من ان ینتهی العالم الى الفناء، فإنّه سینتقل الى عصره الذهبی) . والإله (فشنو) واحد من الثالوث الهندوسى، أی احد الالهة الذین یسیطرون على العالم، وهم: (براهما- الخالق)، و(فشنو-الحافظ) و(شیفا-المدمر)، ویعتقدون: أن للإله (فشنو) تجسدات كثیرة، وانه ینزل الى الأرض من وقت لآخر، وانه هناك تسع من التجسدات قد حصلت، فی حین ما یزال العاشر على لائحة الانتظار، حیث یأتی بسیف من لهب، ویمتطی حصاناً ابیض لانقاذ الفاضل وتدمیر الشریر فی نهایة الدور الرابع للعالم، دور التفسخ والانحلال. وقد كان آخر تجسداته فی شخص (غوتاما) بوذا، مؤسس البوذیة)، وللإله (فشنو) مظاهر متجسدة كثیرة، وما اكثر ما ینقلب إنسانا لیتقدم بالعون للبشر، وأعظم ما یتجسد فیه فشنو هو (كرشنا)، فحلول الإله (فشنوا) فی الانسان (كرشنا) هو حلول اللاهوت بالناسوت، فكرشنا هو المنقذ، وهو تجلی من تجلیات الاله (فشنو)، ومظهر من مظاهر وجوده على الارض، والهنود یتحدثون عن (كرشنا) كما یتحدث المسیحیون عن المسیح. وقد انتشرت هذه العقیدة بین الطبقات المظلومة إنتشاراً عظیماً، وغطت جمیع العقائد، وكتب لها النصر والخلود والاستمرار، وقد احتل الاله (فشنو) مكان الصدارة فی الدیانه الهندوسیة، وما تزال هذه العقیدة ساریة المفعول، لانها تطرق على وتر حساس فی النفس البشریة، حیث السعی لتحقیق العدل ورفع الظلم، وصولاً لتحقیق السـعادة، وهو هدف البشریة الأسمى. ان فكرة المنقذ التی تمثلت على شكل (تجسد، وعودة) عند الهندوس سوف تستمر فی بقیة الدیانات، وهی مرتبطة بالواقع الاجتماعی الذی برزت فیه، وحیث یحل الظلم والبؤس والشقاء فی مجتمع لا یقوى على صده، تبرز هذه الفكرة الى حیز الوجود كظاهرة لغیاب البطولة فی المجتمع، والبحث عن بطل اسطوری له من الخوارق والامكانات ما یمكنه من تغییر الواقع البائس الى واقع مزدهر. وهذا الرأی لا یقدح فی حقیقة وجود هذه الفكرة فی الكتب المقدسة للدیانات، ولكنه یشیر الى الأثر الكبیر الذی تركته فی نفوس الناس، وبما حولها الى حلم یتحفز الناس لتحققه كلما تعرضوا للظلم والاضطهاد، وكذلك سعى البعض لإستغلالها وتوظیفها لأجل غایاتهم ومصالحهم الخاصة{1}.
{1} الموسوعة المیسرة فی الادیان والمذاهب والاحزاب المعاصرة، مانع بن حمّاد الجهني،ص 724.
الهندوسيه


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة