montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

شهادة ابن رئيس وزراء معاصر للإمام(ع)
روى في الكافي «1/503» حديثاً صحيحاً يرسم صورة للإمام العسكري(ع) وأخيه جعفر ، بشهادة ابن رئيس وزراء الخلافة العباسية ، قال: «كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان ، على الضياع والخراج بقم ، فجرى في مجلسه يوماً ذكر العلوية ومذاهبهم ، وكان شديد النُّصْب فقال: ما رأيتُ ولا عرفتُ بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، في هَدْيه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه ، عند أهل بيته وبني هاشم ، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القواد والوزراء وعامة الناس . فإني كنت يوماً قائماً على رأس أبي «رئيس الوزراء» وهو يوم مجلسه للناس ، إذ دخل عليه حجابه فقالوا: أبو محمد ابن الرضا بالباب ، فقال بصوت عال: ائذنوا له ، فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلاً على أبي بحضـرته ، ولم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد ، أو من أمر السلطان أن يكنى! فدخل رجل أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالة وهيبة ، فلما نظر إليه أبي قام يمشـي إليه خُطىً ، ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد ، فلما دنا منه عانقه وقبَّل وجهه وصدره ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه ، وجلس إلى جنبه مقبلاً عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه ، وأنا متعجبٌ مما أرى منه ، إذ دخل الحاجب فقال: الموفق قد جاء وكان الموفق إذا دخل على أبي ، تقدم حجابه وخاصة قواده ، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج ، فلم يزل أبي مقبلاً على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة قال حينئذ: إذا شئت جعلني الله فداك ، ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا ، يعني الموفق ، فقام وقام أبي وعانقه ومضى . فقلت لحُجَّاب أبي وغلمانه: ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي ، وفعل به أبي هذا الفعل؟ فقالوا: هذا علويٌّ يقال له الحسن بن علي، يُعرف بابن الرضا، فازددت تعجباً، ولم أزل يومي ذلك قلقاً متفكراً في أمره وأمر أبي وما رأيت فيه حتى كان الليل، وكانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات «المشاورات» وما يرفعه إلى السلطان ، فلما صلى وجلس ، جئت فجلست بين يديه وليس عنده أحد فقال لي: يا أحمد لك حاجة ؟ قلت: نعم يا أبَهْ فإن أذنت لي سألتك عنها؟ فقال: قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت ، قلت: يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك؟ فقال: يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا . فسكتَ ساعة ثم قال: يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، وإن هذا ليستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه . ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً ! فازددت قلقاً وتفكراً وغيظاً على أبي وما سمعت منه ، واستزدته في فعله وقوله فيه ما قال ، فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره ، فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس ، إلا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه ، فعظم قدره عندي ، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه ! فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين: يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره ؟ أوَيُقْرَنُ بالحسن جعفر ، معلنُ الفسق ، فاجرٌ ماجنٌ شريب للخمور ، أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ، خفيفٌ قليلٌ في نفسه ! ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون ! وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين ، فأمرهم بالإختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة ، أُخبر أنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضـره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضـرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي ، فصارت سر من رأى ضجة واحدة ، وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها ، وطلبوا أثر وُلده وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته فكانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة ! فلما فرغوا من تهيئته ، بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل ، فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه ، دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين ، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، مات حتف أنفه على فراشه ، حضره من حضـره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وأمر بحمله ، فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ، فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل ، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ، وادعت أمه وصيته ، وثبت ذلك عند القاضي والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده . فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال: إجعل لي مرتبه أخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبي وأسمعه وقال له: يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماماً ، فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان . وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، واستقله أبي عند ذلك واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي ، وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي »{1}.
شهادة سائس عندالإمام(ع)
روى الطبري الشيعي في دلائل الإمامة/428 ، حديثاً عن خادم للإمام العسكري(ع) ، قال: ( أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال: حدثني أبي رضي الله عنه قال:كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام(رحمه الله) على دكة وصفها ، إذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة ، فسلم على أبي علي محمد بن همام فرد(ع) ومضى، فقال: لي تدري من هذا ؟ فقلت: لا . فقال: شَاكِريٌّ لمولانا أبي محمد الحسن بن علي(ع) ، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئاً؟ قلت: نعم. فقال لي: أمعك شئ تعطيه؟ فقلت: معي درهمان صحيحان . فقال: هما يكفيانه فادعه . فمضيت خلفه فلحقته بموضع كذا ، فقلت: أبو علي يقول لك: تنشط للمسير إلينا؟ فقال: نعم . فجاء إلى أبي علي محمد بن همام فجلس إليه ، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه الدرهمين ، فسلمتهما إليه فقال لي: ما يحتاج إلى هذا ، ثم أخذهما ، فقال له أبو علي: يا أبا عبد الله محمد ، حدثنا عن أبي محمد(ع) فقال: كان أستاذي صالحاً من بين العلويين ، لم أر قط مثله ، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكي وأزرق (قماش ديباج على حمرة أو على زرقة) وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس . قال أبو عبد الله محمد الشاكري: وكان يوم النوْبة ، يحضر من الناس شئ عظيم ، ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة ، فلا يكون لأحد موضع يمشي فيه ، ولا يدخل أحد بينهم . قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير ، قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً ، لا يحتاج أن يُتوقى من المزاحمة ، ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له . فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبي محمد ، فسكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي! وقال الشاكري: واستدعاه يوماً الخليفة فشق ذلك عليه ، وخاف أن يكون قد سَعَى به إليه بعضُ من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته ، فركب ومضى إليه ، فلما حصل في الدار قيل له: إن الخليفة قد قام ، ولكن اجلس في مرتبتك وانصرف . قال: فانصرف وجاء إلى سوق الدواب ، وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير ، قال: فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله وهدأت الدواب ، فجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب ، فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه ، فباعوه إياه بوكس فقال لي: يا محمد قم فاطرح السـرج عليه فقمت وعلمت أنه لا يقول لي إلا ما لا يؤذيني، فحللت الحزام وطرحت السرج عليه فهدأ ولم يتحرك ، وجئت لأمضـي به فجاء النخاس فقال: ليس يباع ! فقال لي: سلمه إليهم ، قال: فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتةً ذهب منه منهزماً . قال: وركب فمضينا فلحقنا النخاس وقال: صاحبه يقول: أشفقت من أن يرده ، فإن كان قد علم ما فيه من الكبس فليشتره . فقال له أستاذي: قد علمت . فقال: قد بعتك . فقال لي: خذه ، فأخذته . قال: فجئت به إلى الإصطبل ، فما تحرك ولا آذاني ، ببركة أستاذي ، فلما نزل جاء إليه فأخذ بإذنه اليمنى فرقاه ، ثم أخذ بإذنه اليسـرى فرقاه ، قال: فوالله ، لقد كنت أطرح الشعير له فأفرقه بين يديه فلا يتحرك ، هذا ببركة أستاذي. قال أبو محمد: قال أبو علي بن همام: هذا الفرس يقال له الصؤول، يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ، ويقول على رجليه ويلطم صاحبه . وقال محمد الشاكري: كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ما كان يشرب هذا النبيذ ، وكان يجلس في المحراب ويسجد فأنام وانتبه وأنام وانتبه ، وهو ساجد . وكان قليل الأكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ، ويقول: شِلْ هذا يا محمد إلى صبيانكم . فأقول: هذا كله ! فيقول: خذه كله ، فما رأيت قط أشهى منه ){2}.
{1} الإمام الحسن العسكري(ع) والد الإمام المهدي الموعود، الشیخ الکوراني العاملي28-27
{2}المصدر نفسه،30-29
الامام العسكري(ع) بشهادة معاصريه


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة