montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

شخصيةالإمام(ع) بكلها معجزة !
إنه شخصية ربانية مليئة بالإعجاز. ملكَ إعجاب المسلمين وغير المسلمين ، فأسلم على يده راهب مسيحي وقال: وجدت المسيح وأسلمت على يده! وظهرت معجزاته وكراماته في صغير الأمور وكبيرها ، فهو يعرف ما في ذهنك ، ويجيبك على سؤال فكرت فيه ، ويستجيب الله تعالى دعاءه فوراً ، وتعرفه الحيوانات وتخضع له . وعلمه الرباني يتجدد ولا ينضب . وقد رأيت في الفصلين السابقين عدداً من معجزاته وكراماته ، صلوات الله عليه وعلى آبائه . ونختار في هذا الفصل مجموعة أخرى ، وكلها نماذج ، ولا يتسع الكتاب لاستقصائها أو لتحليها إلا بتعليقات بسيطة .
قصة فَصْد الإمام(ع)ومعجزة الدم الأبيض !
قد روى القطب الراوندي(رحمه الله) في الخرائج (1/422): (عن طبيب نصـراني بالري يقال له مَرْعَبْدَا ، وكان أتى عليه مائة سنة ونيف ، قال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني ، فبعث إليه الحسن بن علي بن محمد بن الرضا(ع) أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده فاختارني وقال: قد طلب مني ابن الرضا من يفصده فصِـْر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا من تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به . فمضيت إليه فأمر بي إلى حجرة ، وقال: كن هاهنا إلى أن أطلبك . قال: وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيداً محموداً للفصد ، فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طشتاً عظيماً ففصدت الأكحل ، فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطشت . ثم قال لي: إقطع فقطعت ، وغسل يده وشدها ، وردني إلى الحجرة ، وقدم من الطعام الحار والبارد شئ كثير . وبقيتُ إلى العصر ثم دعاني فقال: سَرِّحْ ودعا بذلك الطشت ، فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلأ الطشت ، فقال: إقطع ، فقطعت ، وشد يده ، وردني إلى الحجرة ، فبتُّ فيها . فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت ، وقال: سرِّح فسرحت ، فخرج من يده مثل اللبن الحليب ، إلى أن امتلأ الطشت ثم قال: إقطع فقطعت ، وشد يده . وقدم إليَّ تخت ثياب وخمسين ديناراً ، وقال: خذها واعذر ، وانصرف . فأخذت وقلت: يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم ، تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول ! فصرت إلى بختيشوع ، وقلت له القصة . فقال: أجمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمنان من الدم ، وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجباً ، وأعجب ما فيه اللبن ! ففكر ساعة ، ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب ، على أن نجد لهذه الفصدة ذكراً في العالم ، فلم نجد ! ثم قال: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول . فكتب إليه كتاباً يذكر فيه ما جرى ، فخرجت وناديته ، فأشرف عليَّ فقال: من أنت ؟ قلت: صاحب بختيشوع . قال: أمعك كتابه؟ قلت: نعم ، فأرخى لي زبيلاً فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ، ونزل من ساعته فقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم . قال: طوبى لأمك ! وركب بغلاً ، وسرنا ، فوافينا سر من رأى ، وقد بقي من الليل ثلثه ، قلت: أين تحب: دار أستاذنا أم دار الرجل؟ قال: دار الرجل . فصرنا إلى بابه قبل الأذان الأول ، ففُتح الباب وخرج إلينا خادم أسود ، وقال: أيكما راهب دير العاقول ؟ فقال: أنا جعلت فداك . فقال: إنزل ، وقال لي الخادم: إحتفظ بالبغلين ، وأخذ بيده ودخلا ، فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار . ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية ، ولبس ثياباً بيضاء وأسلم ، فقال: خذني الآن إلى دار أستاذك ! فصرنا إلى باب بختيشوع ، فلما رآه بادر يعدو إليه ثم قال:ما الذي أزالك عن دينك؟! قال: وجدت المسيح وأسلمت على يده ! قال: وجدت المسيح ! قال: أو نظيره ، فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح ، وهذا نظيره في آياته وبراهينه.ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلى أن مات )! ورواه في الكافي (1/513) بتفاوت ، وفيه: (فقال لي: أفصد هذا العرق قال: وناولني عرقاً لم أفهمه من العروق التي تفصد ، فقلت في نفسي: ما رأيت أمراً أعجب من هذا ، يأمر لي أن أفصد في وقت الظهر ، وليس بوقت فصد ، والثانية عرق لا أفهمه ، ثم قال لي: إنتظر وكن في الدار ، فلما أمسى دعاني وقال لي: سَرِّحِ الدم ، فسـرحت ، ثم قال: لي أمسك فأمسكت ، ثم قال لي: كن في الدار ، فلما كان نصف الليل أرسل إليَّ وقال لي: سرح الدم ، قال: فتعجبت أكثر من عجبي الأول ، وكرهت أن أسأله قال: فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح! قال: ثم قال لي: إحبس ، قال: فحبست . قال ثم قال: كن في الدار ، فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير، فأخذتها وخرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني فقصصت عليه القصة ، قال فقال لي: والله ما أفهم ما تقول ولا أعرفه في شئ من الطب ، ولا قرأته في كتاب ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي فاخرج إليه . قال: فاكتريت زورقاً إلى البصرة ، وأتيت الأهواز، ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي فأخبرته الخبر ، قال وقال: أنظرني أياماً فأنظرته ، ثم أتيته متقاضياً قال: (فقال لي: إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة ) !{1}.
معجزاته التي رواها أبو هاشم الجعفري
قال السيد الخوئي في معجمه (8/122): (داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبوهاشم الجعفري(رحمه الله) : كان عظيم المنزلة عند الأئمة(ع) شريف القدر ، ثقة ، من أهل بغداد ، وقد شاهد جماعة منهم: الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر، وقد روى عنهم كلهم ، وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيد فيهم ). وفي المناقب (3/525): (ومن ثقاته علي بن جعفر ، قيَّمٌ لأبي الحسن ، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، وقد رأى خمسة من الأئمة ). وقد ذكرنا في سيرة الإمام الهادي(ع) موقفه مع حاكم بغداد ابن طاهر ، عندما أراد صلب رأس الثائر يحيى بن عمر العلوي. قال الطبري (7/427): (فدخل عليه داود بن القاسم أبوهاشم الجعفري فيمن دخل ، فسمعهم يهنونه فقال: أيها الأمير إنك لتُهنأ بقتل رجل لوكان رسول الله(ص) حياً لعُزِّيَ به ! فما رد عليه محمد بن عبد الله شيئاً ، فخرج أبوهاشم الجعفري وهويقول:
يا بني طاهر كُلُوهُ وَبِيّاً

إن لحمَ النبيِّ غيرُ مَرِيِّ


إن وتراً يكونُ طالبهُ الله
لوترٌ نجاحُهُ بالحرِيِّ.

وآل طاهر أسرة قديمة تنتسب الى أمراء الفرس الأولين ، نبغ منها في عهد بني العباس طاهر بن الحسين ، قاد جيش المأمون ودخل بغداد وقتل أخاه ووطد ملكه ، فولاه خراسان وأطلق يده فيها .ويظهر أن بني طاهر كانوا كالعباسيين يعتقدون بصدق النبي(ص) ، فقد روى أبوالفرج أن محمد بن طاهر والي بغداد تشاءم من قتل يحيى بن عمر العلوي ، فأرسل عائلته الى خراسان: «وأمر محمد بن عبد الله حينئذ أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان ، وقال: إن هذه الرؤس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلا خرجت منه النعمة ، وزالت عنه الدولة ، فتجهزن للخروج » ! «مقاتل الطالبيين/423». وبالفعل جاءهم الشؤم في الصراعات بين خلفاء بني عباس، وانتهت دولتهم بعد قتلهم يحيى فما انتعشوا بعد ذلك ! «نثر الدرر:1/265». وفي مستدرك سفينة البحار (5/228) أن أبا هاشم الجعفري توفي سنة 261 (رحمه الله) ، بعد أن تشرف برؤية الإمام المهدي صلوات الله عليه .
وقد روى أبو هاشم عدداً من معجزات الإمام الحسن العسكري(ع) ، منها:
14. في الكافي (1/512): (عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمد(ع) يوماً وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتماً أتبرك به ، فجلست وأنسيت ما جئت له ، فلما ودعت ونهضت رمى إليَّ بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتماً ، ربحت الفص والكرا ، هناك الله يا أبا هاشم . فقلت: يا سيدي، أشهد أنك ولي الله وإمامي الذي أدين الله بطاعته ، فقال: غفر الله لك يا أبا هاشم ) .
15. في الخرائج للقطب الراوندي (2/682) والثاقب لابن حمزة/577: (عن أبي هاشم الجعفري قال:كنت في الحبس مع جماعة ، فحُبس أبو محمد(ع) وأخوه جعفر ، فحففنا به وقبلت وجه الحسن ، وأجلسته على مُضَـَّربَةٍ (بساط مخطط) كانت تحتي، وجلس جعفر قريباً منه . فقال جعفر: واشطناه بأعلى صوته يعني جارية له ، فزجره أبو محمد وقال له: أسكت . وإنهم رأوا فيه أثر السكر ! وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جُمحي يدعي أنه علوي ، فالتفت أبو محمد(ع) وقال: لولا أن فيكم من ليس منكم ، لأعلمتكم متى يفرج الله عنكم ، وأومأ إلى الجمحي فخرج ، فقال أبو محمد: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، وإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ! فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة ، ويعلمه على أنا نريد أن ننقب الحبس ونهرب !
16. ومنها: ما قال أبو هاشم: إن الحسن(ع) كان يصوم ، فإذا أفطرأكلنا معه مما كان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة، وكنت أصوم معه ، فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي أحد ثم جئت وجلست معه فقال لغلامه: أطعم أبا هاشم شيئاً فإنه مفطر، فتبسمت فقال: مايضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه . فقلت: صدق الله ورسوله وأنتم عليكم السلام. فأكلت فقال: أفطر ثلاثاً فإن المنة (القوة) لا ترجع لمن أنهكه الصوم في أقل من ثلاث . فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنا ، جاءه الغلام فقال: يا سيدي أحمل فطورك؟ فقال: إحمل وما أحسبنا نأكل منه . فحمل طعام الظهر وأطلق عند العصر عنه وهو صائم فقال: كلوا هنأكم الله).
17. في كشف الغمة (3/220): (عن محمد بن حمزة السروري قال: كتبت على يد أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، وكان لي مواخياً ، إلى أبي محمد ، أسأله أن يدعو لي بالغنى ، وكنت قد أملقت ، فأوصلها وخرج الجواب على يده: أبشر فقد جاءك الله تبارك وتعالى بالغنى ، مات ابن عمك يحيى بن حمزه وخلف مائة ألف درهم ، وهي واردةٌ عليك فاشكر الله، وعليك بالإقتصار وإياك والإسراف فإنه من فعل الشيطنة . فورد عليَّ بعد ذلك قادم معه سفاتج من حران ، وإذا ابن عمي قد مات في اليوم الذي رجع إليَّ أبو هاشم بجواب مولاي أبي محمد ، فاستغنيت وزال الفقر عني كما قال سيدي ، فأديت حق الله في مالي وبررت إخواني وتماسكت بعد ذلك ، وكنت رجلاً مبذراً ، كما أمرني أبو محمد(ع).
18. إثبات الوصية للمسعودي (1/248): (شكوت إلى أبي محمد(ع) ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إليَّ: تصلي اليوم الظهر في منزلك ، فأخرجت في وقت الظهر ، فصليت في منزلي كما قال(ع) ).
19. إثبات الوصية للمسعودي (1/249): (كتبت الى أبي محمد(ع) حين أخذ المهتدي: يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا ، فقد بلغني أنه يتهدد شيعتك ويقول والله لأجلينهم عن جديد الأرض! فوقع بخطه(ع) : ذاك أقصر لعمره ، عُدَّ من يومك هذا خمسة أيام ، فإنه يقتل في يوم السادس بعد هوان واستخفاف وذل يلحقه ! فكان كما قال(ع) ).
20. إثبات الوصية/249: (قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد(ع) عن قول الله عز وجل: يَمْحُواْ اللَّه مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ، فقال: هل يمحوإلا ما كان ، وهل يثبت إلا ما لم يكن؟ فقلت في نفسي: هذا خلاف ما يقول هشام الفوطي إنه لا يعلم الشئ حتى يكون . فنظر إليَّ شزراً وقال: تعالى الله الجبار العالم بالشئ قبل كونه ، الخالق إذ لا مخلوق ، والرب إذ لا مربوب ، والقادر قبل المقدور عليه . فقلت: أشهد أنك ولي الله وحجته ، والقائم بقسطه ، وأنك على منهاج أمير المؤمنين (ع) ).
21. في الثاقب في المناقب لابن حمزة/217، والخرائج (1/421): (قال أبو هاشم: إن أبا محمد(ع) ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه ، فبينا نسير وهو قدامي وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دَيْن كان عليَّ قد حان أجله ، فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه . فالتفت إليَّ فقال: يا أبا هاشم ، الله يقضيه . ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الأرض وقال: إنزل فخذ واكتم ، فنزلت فإذا سبيكة ذهب ! قال: فوضعتها في خفي وسرنا ، فعرض لي الفكر فقلت: إن كان فيها تمام الدَّيْن وإلا فإني أرضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظرالآن في وجه نفقة الشتاء وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها . فالتفت إليَّ ثم انحنى ثانيةً وخط بسوطه خطةً في الأرض مثل الأولى ، ثم قال: إنزل ، فخذ واكتم ، قال: فنزلت وإذا سبيكة فضة ، فجعلتها في خفي الآخر وسرنا يسيراً ، ثم انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي ، فجلست فحسبت ذلك الدين ، وعرفت مبلغه ، ثم وزنت سبيكة الذهب ، فخرجت بقسط ذلك الدين ، ما زادت ولا نقصت ! ثم نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه ، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الإقتصاد ، بلا تقتير ولا إسراف ، ثم وزنت سبيكة الفضة فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت)!
22. في الكافي (1/507): (عن أبي هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد(ع) فحك بسوطه الأرض ، قال: وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمس مائة دينار ، فقال: يا أبا هاشم: خذ واعذرنا..
23. حدثني أبو هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد(ع) ضيق الحبس وكتل القيد ، فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك ، فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال(ع) .
24. وكنت مضيقاً فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستحِ ولا تحتشم واطلبها ، فإنك ترى ما تحب إن شاء الله ) .
25. في الكافي (1/495): ( عن داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر(ع) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة ، واشتبهت عليَّ فاغتممت فتناول إحداهما وقال:هذه رقعة زياد بن شبيب ، ثم تناول الثانية ، فقال هذه رقعة فلان ، فبهتُّ أنا ، فنظر إليَّ فتبسم .
26. قال: وأعطاني ثلاث مائة دينار وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه وقال: أما إنه سيقول لك: دلني على حريف يشتري لي بها متاعاً ، فدله عليه ، قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي بها متاعاً ، فقلت: نعم . قال: وكلمني جَمَّالٌ أن أكلمه له يدخله في بعض أموره ، فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكل ومعه جماعة ولم يمكني كلامه ، فقال(ع) :يا أبا هاشم كل ووضع بين يدي ثم قال ابتداء منه من غير مسألة: يا غلام أنظر إلى الجمال الذي أتانا به أبو هاشم ، فضمه إليك !
27. قال: ودخلت معه ذات يوم بستاناً فقلت له: جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع الله لي ، فسكت ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداءً منه: يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين . قال أبو هاشم: فما شئ أبغض إليَّ منه اليوم ) .
28. وفي إعلام الورى (2/142): ( عن أبي هاشم قال: كتب إليه بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاءً فكتب إليه: أدع بهذا الدعاء: يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلِّ على محمد وآل محمد وأوسع لي في رزقي ، ومُدَّ لي في عمري ، وامنن عليَّ برحمتك ، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل به غيري . قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك . فأقبل عليَّ أبو محمد(ع) فقال: أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت بالله مؤمناً، ولرسوله مصدقاً ، وبأوليائه عارفاً، ولهم تابعاً ، فأبشر، ثم أبشر).
29. وفي مناقب آل أبي طالب (3/528): ( أبو هاشم الجعفري ، عن داود بن الأسود وَقَّاد حمام أبي محمد(ع) قال: دعاني سيدي أبو محمد فدفع إليَّ خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ، ملء الكف ، فقال: صِرْ بهذه الخشبة إلى العمري ، فمضيت فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سَقَّاءٌ معه بغل، فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء ضَحِّ على البغل فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت البغل فانشقت ، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب ، فبادرت سريعاً فرددت الخشبة إلى كمي فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي ، فلما دنوت من الدار راجعاً استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال: يقول لك مولاي أعزه الله: لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب؟ فقلت له: يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب ، فقال: ولم احتجت أن تعمل عملاً تحتاج أن تعتذر منه! إياك بعدها أن تعود إلى مثلها ، وإذا سمعت لنا شاتماً فامض لسبيلك التي أمرت بها ، وإياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت ، فإننا ببلد سوء ومصر سوء ! وامض في طريقك فإن أخبارك وأحوالك ترد الينا ، فاعلم ذلك ) !{2}.
{1}الإمام الحسن العسكري(ع) والد الإمام المهدي الموعود، الشیخ الکوراني العاملي 38-37
{2} المصدر نفسه58-56
معجزات الامام حسن العسکري


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة