montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net
montazar.net

مارکس، أنجلز، المارکسیۀ ـ اللینینیۀ:
رأت المارکسیۀ ضرورۀ الثورۀ العالمیۀ لتحقیق أهداف الاشتراکیۀ، التی تعتبرها الطریق إلی القضاء علی کل أنواع الظلم المتمثل قبل کل شیء، بالاستغلال علی الصعید الاقتصادی، معتبرۀ أن الملکیۀ الفردیۀ هی أساس قیام نظام الاستغلال المذکور. فقد کان الناس یعیشون فی ظل مشاعیۀ بدائیۀ لا استغلال فیها، لأنه لا فائض عما یحتاج الإنسان للقیام بأوده، و لما تطورت أدوات الإنتاج باکتشاف بعض المعادن أصبح تحقیق شیء من الفائض ممکناً. ومن هنا انقسم المجتمع إلی طبقتین، طبقۀ تکدح لتنتج و طبقۀ تنتزع فائض الإنتاج. ولکی تحمی الطبقۀ النستغلۀ استغلالها و تدیمۀ أقامت الدولۀ بقواها القمعیۀ و محاکمها و سجونها. و لکن نظام الاستغلال المذکور لم یبق جامداً علی الحالۀ التی قام علیها، و هی حالۀ انقسام المجتمع إلی أسیاد و عبید، بل هو تطور إلی الإمام، أی باتجاه التخفیف عن کاهل الطبقۀ المستغلۀ، بقوۀ الثورۀ، فأخلی مجتمع الرقیق الساحۀ للمجتمع الاقطاعی، الذی أخلاها هو الآخر للمجتمع الر أسمالی فی بعض البلدان، و هذا المجتمع یجب آن یخلی الساحۀ للمجتمع الشیوعی، و ستکون مقدمته المجتمع الاشتراکی الذی یحقق زوال الطبقیۀ و یقضی علی کل أشکال استغلال الإنسان، و بمحو الفوارق الاجتماعیۀ بین المدینۀ و الریف، و بین العمل الیدوی و غیر الیدوی، و یوفر لکل حاجاته و یسمع له بالعمل کما یشتهی «من کل حسب طاقته و قابلیاته و لکل حسب حاجاته». إن الثورۀ الاشتراکیۀ إذاً ثورۀ حتمیۀ من وجهۀ نظر المارکسیۀ، و الدافع إلیها سیکون «التناقضات الاجتماعیۀ»: التناقض بین طبقۀ العمال (البرولیتاریا) و طبقۀ أرباب العمل، و فردیۀ الملکیۀ، إلی غیرها من أنواع التناقضات، التی لابد أن تتفاقم مع مرور الوقت فی المجتمع الرأسمالی، فبقدر ما تتطور الرأسمالیۀ، یتزاید غنی الرأسمالیین الکبار فی حین یتفاقم قمع الطبقۀ العاملۀ و مقاومتها، تلک الطبقۀ التی ستکون منظمۀ أکثر فأکثر و مجهزۀ نتیجۀ لآلیۀ الإنتاج الرأسمالی و هکذا فأن «الأزمات و مراحل الرکود تزید أیضاً من خضوع العمل المأجور تجاه رأس المال و تقود بسرعۀ أکبر نحو الافقار النسبی، و أحیاناً المطلق، للطبقۀ العاملۀ». و هذه الأزمات و هی أزمات اقتصادیۀ دوریۀ «هی المرض الملازم بالولادۀ للنظام الرأسمالی. و الأزمۀ العامّۀ تتمیّز من الأزمات الأولی بکونها تضرب مجمل الرأسمالیۀ نظاماً اجتماعیاً ... إنها لیست صدفۀ و لا مرحلۀ من مراحل تعرج التاریخ، ولا نتیجۀ لخطأ ارتکبه القادۀ البرجوازیون، لکنها حالۀ لایمکن الفکاک منها، و هی منطقیۀ فی عصر الرأسمالیۀ التی ستحل الاشتراکیۀ محلها». علی أن الثورۀ التی ستقودها الطبقۀ العاملۀ «المظفرۀ»، لن تکون لا مبالیۀ تجاه مسألۀ التحرر الوطنی، «فهی لا تستطیع التوصل إلی ذوبان الأمم إلّا بالمرور بمرحلۀ انتقالیۀ من التحریر الکامل لکل الأمم المضطهدۀ». هذا وقد تنبأ آباء المارکسیۀ بأن أی حرب مستقبلیۀ لن تکون إلّا حرباً عالمیۀ بسبب التطور الصناعی، و هذه الحرب ستکون «لا سابق لقسوتها و یستحیل إطلاقاً التکهن بمآلها». و هکذا فإن «واقع انفصال بلدان متزایدۀ من النظام الرأسمالی، و ضعف مواقع الامبریالیۀ (التی رأی فیها لینین أعلی مراحل الرأسمالیۀ و بالتالی مرحلۀ ما قبل الثورۀ العالمیۀ)، و ازدیاد حدۀ التناقضات داخل هذه الامبریالیۀ مع تنامی الرأسمالیۀ الاحتکاریۀ للدولۀ، و تزاید العسکریۀ و اللااستقرار الداخلی و التعفن المتمادی للاقتصاد الرأسمالی، الذی یتمظهر بالعجز المتزاید عن الاستخدام الکامل لقوی الإنتاج (نمو بطئ لوتائر الإنتاج، أزمات دوریۀ، عمالۀ ناقصۀ للقدرات الإنتاجیۀ، بطالۀ مزمنۀ)، و تنامی الصراع بین العمل و الرأسمال، و تفاقم التناقضات داخل الاقتصاد العالمی، و الاستقواء المنقطع النظیر للرجعیۀ السیاسیۀ علی طول الخط، والتنکر للحریات البرجوازیۀ، و إقامۀ أنظمۀ فاشیۀ فی کثیر من البلدان، و الأزمۀ العمیقۀ للسیاسیۀ والایدیولوجیا البرجوازیۀ، تلک هی مظاهر الأزمۀ العامۀ، للرأسمالیۀ التی ستفضی بشکل حتمی إلی الثورۀ. و هکذا فإننا نری أن الفکر الإنسانی یری حتمیۀ الثورۀ علی المستوی العالمی من أجل القضاء علی ما یراه مظالم بحق الإنسان، و هو بهذا یلتقی مع فکرۀ الثورۀ العالمیۀ المهدویۀ التی تنتظرها الأدیان جمیعاً تحت تسلیمات مختلفۀ، لا الدین الإسلامیۀ وحده{1}.
{1}المهدي المنتظر بین الدین و الفکر البشري، محمد طي، ص9-38
المارکسیة- اللینینیة


العضوية للحصول علی البرید الالکتروني
الاسم:
البرید الالکتروني:
montazar.net

التصویت
ما ترید أن یتم البحث عنه أکثر فی الموقع؟
معارف المهدويةالغرب و المهدوية
وظیفتنا فی عصر الغیبۀالفن و الثقافۀ المهدوية
montazar.net

المواقع التابعة