المنقذ في معتقدات الزرادشتية:
وردت عندهم ثلاثة أسماء للظهور في آخر الزمان: جاء في كتاب (شابوهرجان) وهو من الكتب المانوية المقدسة عندهم: (... (خرد شهر إيزد) لا بدَّ أن يظهر في آخر الزمان, وينشر العدل في العالم...). وعن (سوشيانت) وهو من الكتب الزرادشتية المقدسة عندهم, جاء فيه: (... استوت إرت, سوشيانت, أو المنقذ العظيم. سوشيانس, أو موعود آخر الزمان... وسيلة, وعلاج جميع الآلام به, يقتلع جذور الألم, والمرض, والعجز, والظلم, والكفر, يهلك, ويسقط الرجال الأنجاس...). وفي رسالة (جامسب), صفحة 121: (... سينشر (شوشيانت(11)، المنقذ) الدين في العالم, فكراً, وقولاً, وسلوكاً). لقد ورد في الروايات الإسلاميّة أن الديانة الزرادشتية ديانة سماوية, حرَّفها ملوكهم إلى دين وضعي. وهناك بعض الأحكام تتعلق بأصحاب هذه الديانة, مثل كونهم يحاسبون محاسبة أهل الكتاب في الذمة, وغيرها, عند بعض الفقهاء. وقد عدهم بعض الفقهاء, الذين يفتقرون إلى التحقيق, مشركين أصليين, بدون كتاب سماوي, ولا شكّ أن ذلك بسبب ما وصل إليهم من معرفة بعض عقائدهم, مثل الثنوية, فهو شرك في الألوهية لا ينكر, غير أن الحكم الشرعي يبنى على الأصل, فكثير من الديانات قد آثرت تعدد الآلهة, حتّى المسلمين فإن بعضهم عد الله تسعاً وتسعين إلها, وبعضهم عد الآلهة عشرين إلهاً باسم الصفات القديمة المستقلة عن الله, وبعضهم يعبد إلهاً مجسماً لا يعرفه الله ولا يعرفه الإسلام. ومع ذلك فحكمهم حكم الأصل وهو الإسلاموهذه مسألة فقهية يختلف فيها نظر الفقهاء, فلا ينبغي الخوض فيها هنا، ونتركها إلى محلها اللائق بها في كتب الدراسات الفقهية المعمقة{1}.
{1}الحداثوية و القضية المهدوية، نزیه محیی الدین، ص257