بالحاء المهملة والزاي المعجمة، وحزقل كزبرج لغة أيضا. حزقيل (عليه السلام) أحيى الله تعالى له أمواتا. - ففي روضة الكافي(1) عن أبي جعفر، وابي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله عز وجل *(ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم)* فقال (عليه السلام): إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام، وكانوا سبعين ألف بيت وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم، وبقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت. قال (عليه السلام): فاجتمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون فيهم واحسوا به خرجوا كلهم من المدينة، فلما احسوا بالطاعون خرجوا جميعا، وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء الله. ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون، فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا، قال لهم الله عز وجل *(موتوا جميعا)*، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح، وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر، وقال: يارب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم، فعمروا بلادك وولدوا عبادك، مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله تعالى إليه: أفتحب ذلك قال نعم يارب فأحيهم ". قال (عليه السلام): فأوحى الله عز وجل إليه: أن قل كذا وكذا فقال الذي أمره الله عز وجل أن يقوله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام)، وهو الاسم الأعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض، فعادوا احياء ينظر بعضهم إلى بعض، يسبحون الله عز ذكره، ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: " أشهد أن الله على كل شئ قدير ". القائم (عليه السلام) يحيي الله تعالى له أمواتا من المؤمنين والمنافقين والكافرين والأخبار الدالة على ذلك كثيرة بل متواترة. - فمنها مافي روضة الكافي(2) عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قوله تبارك وتعالى *(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لايبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لايعلمون)* قال: فقال (عليه السلام): يا أبا بصير ماتقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله لا يبعث الموتى قال: فقال (عليه السلام): تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه، قال: فقال (عليه السلام): يا أبا بصير، لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب! لا والله ماعاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة قال فحكى الله قولهم فقال: *(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لايبعث الله من يموت)*. - وفيه(3) عن الحسن بن شاذان الواسطي، قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أشكو جفاء أهل واسط، وحملهم علي، وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع (عليه السلام) بخطه إن الله تعالى ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: *(ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون)*. - وفي البحار(4) عن عبد الكريم الخثعمي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم يملك القائم (عليه السلام)؟ فقال: سبع سنين، يطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم هذه وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب، مطرا لم تر الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة، ينفضون شعورهم من التراب.
- وفيه(5) عن الخصائص، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال (عليه السلام): فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء، يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك ياداعي الله، قد تخللوا سكك الكوفة، الخبر. - وعنه (عليه السلام) في قوله عز وجل(6): *(ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)* قال: هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي وخرج عثمان بن عفان وشيعته، ونقتل بني امية، فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
- وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى(7): *(فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)* لوقت بعث القائم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس. أقول: قد سبق بعض ما يدل على المقصود ويأتي إن شاء الله تعالى في حرف النون ما يدل عليه.
(1) الكافي: 8 / 198 ذيل 237.
(2) الكافي: 8 / 50 ذيل 14.
(3) الكافي: 8 / 247 ح 346.
(4) بحار الأنوار: 52 / 337 باب 27 ذيل 77.
(5) بحار الأنوار: 53 / 47 باب الرجعة ذيل 20.
(6) سورة الحجر: 2، بحار الأنوار: 53 / 64 / ح 55.
(7) سورة الطارق: 17، تفسير القمي: 721.