فكرة المهدي موروثة من الأديان المنحرفة
أنَّ الغيبة فكرة مشتركة بين اليهود، والنصارى، والمجوسية، فهي دخيلة على الإسلام روَّج لها الشيعة، فروايات المهدي إسرائيليات دُسَّت في التراث الشيعي.وجوابها: إنَّ وجود فكرةٍ واعتقادٍ مشترك بين الأديان السماوية أمر لا يمكن إنكاره، ومجرَّد الاشتراك لا يستدعي التضعيف وكونها مدسوسة وموضوعة، بل يلزم التأصيل لاشتراك الأديان بها.
شبهة الولادة:
إنّا نسلّم بفكرة المهدي ولكن نشكّك في ولادته، وبالتالي فهو غير موجود الآن ولو بضمّ بعض الأصول كأصالة العدم واستصحابه.ويمكن الجواب عنها بما يلي:
أوّلاً: إنَّ إثبات أمرٍ أو نفيه في الوقوع إنَّما يكون ويُقبَل ممَّن كان أقربَ منه شأناً، فهو أعرف بخصائص ودقائق ذلك الشيء، لأنَّه ممَّا يهمّه ويخصّه، وعليه فلا يقبل الإثبات والنفي ممَّا كان المثبت أو النافي بعيداً منه شأناً، وإلاَّ فهل يقبل المستشكل أن نثبت له اعتقاداً ما ليس عنده أو ننفيه؟
ثانياً: لو تنزّلنا عن الجواب الأوّل، فإنَّ هناك الكثير ممَّن اعترف بولادته، كمحمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول، وابن خلكان، وصاحب الفصول المهمّة، بل لم يحتو نصٌّ في ظرفه وما قاربه على عدم ثبوت الولادة.
ثالثاً: يمكن القول: إنَّ بحث الظلمة عنه دليلٌ على اعترافهم بولادته فإنَّهم وإن لم يجدوه، لكن نفس البحث ربَّما يكون دليلاً على الولادة ومظنَّتها، وإلاَّ فلو كان عندهم وضوح بعدم الولادة لكان فعلهم سفهياً ولا نريد بهذا الجواب أن نقول: إنَّ البحث أمارة الولادة كما هو واضح، وإنَّما نريد دعوى عدم الوضوح في نفي الولادة.
لا فائدة من الإمام الغائب:
ما هي فائدة الإمام الغائب، علماً أنَّه لا بدَّ من فرض فائدة لتنصيب الإمام. فقد اعترفت الشيعة بعدم إمكان تسيير الأمور للأمّة الإسلاميّة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلاَّ بالإمام، فغيبته تنافي ذلك.
وجوابها: بعد أن قام البرهان على وجوده فلا مجال للاستفسار عن تصرّفاته، فعدم إدراك الفائدة لا يسوّغ تضعيف الآثار، ومن ثَمَّ نفي الوجود مضافاً إلى تأثيره التكويني، وأثره الغيبي غير المحسوس، فإنَّ معتقد الشيعة بلابدّية الإمام ولو لأجل الحفاظ على الأثر التكويني، ناهيك عن ترتّب جملة من الآثار المحسوسة الثابتة بناءً على قاعدة اللطف.
وعلى ذلك:فإنَّ العقيدة بالمهدي ثابتة بالتواتر، ويجب التسليم بها، لأنَّها من الغيب، أو من جهة أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر عنها، ولا بدَّ من الإيمان بإخبار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
الفكرة ومنشأها عوامل نفسية:
فكرة الغيبة وليدة دفع الكبت النفسي الذي يعايشه الشيعة بسبب اضطهادهم من الحكومات الظالمة.
وجوابها: إنَّ نظير هذا الكلام قيل في توجيه الاعتقاد بالله تعالى، إذ قالوا: إنَّ نكتة الاعتقاد به أمر نفسي، كما ادّعاه (فرويد)، مضافاً إلى أنَّ أدنى مراجعة لمفردات المنظومة المهدوية، ولثقافتها تردُّ هذه الشبهة، ثمّ ما هو الدليل على أصل مدّعاهم، إذ يمكن أن يقال: إنَّ أصل مدّعاهم هو التأثّر النفسي ضدّ المذهب الشيعي واتّساع حركته وزيادة قبوله{1}.