خُلُق الرحمة
إنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان خلقه رحمة، يقول القرآن الكريم: (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: ١٥٩)، حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم قطعة من التواضع، والألفة، والمحبّة، والقرآن يصف خلقه، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: ٤)، وهذه الصورة الجميلة الرائعة لشخصية النبيّ نفسها تتصوَّر وتتجسَّد في المهدي المنتظر عليه السلام، فإنَّ بعضهم يتصوَّر أنَّ المهدي إنسان عابس، إنسان عنيف، والصحيح أنَّ المهدي كجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صورة مبتسمة، صورة جذّابة، صورة ملؤها التواضع، وملؤها الخلق الجذّاب، تماماً كجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لذلك ورد في الرواية عن الصادق عليه السلام: (يسير في الناس كسيرة جدّه)، وفي الرواية عن الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة: ٥٤)، قال الإمام الصادق عليه السلام: (نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه){1}.
{1}الحقیقة المهدوية، منیر الخباز، ص245