أهل النسب
وقد لهج ابن تيمية وإحسان الهي ظهير وأصرّا وأكّدا أنّ أهل النسب نفوا وجود عقب للإمام العسكري عليه السلام، في كتاب الشيعة والتشيع لإحسان إلهي ظهير، ومنهاج السنة لابن تيمية، وحينما نطالع كلمات هذين الرجلين نريد أن نعرف من هو من النسّابة _ أي من علماء النسب _ الذين نفوا ولادة الإمام المنتظر عجل الله فرجه؟ فكل واحد منهم يقول: أكّد علماء النسب ولم يذكر واحداً منهم. قبل أن استمر في هذا الكلام قلنا في الندوة السابقة: إنّ عدم الوجود لا يدل على العدم، لو ثبت أنّ أحداً من علماء النسب نفى ولادة الإمام عجل الله فرجه، لم يكن في جعبته أكثر من أن يقول بأنّه لم يجد، وليس له أن يثبت العدم، وذلك لأنّ عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
بعدما تابعنا كلمات هذين الرجلين الناصبيين _ ابن تيمية وإحسان الهي ظهير _ نجدهم ذكروا اسم شخص واحد وهو (النوبختي) صاحب كتاب فرق الشيعة (أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي)، وهو من أعلام القرن الرابع حسب ما يعترف إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والتشيع، يعني أنه بعد أكثر من مائة وأربعين سنة _ تقريباً _ من ولادة الإمام الحجة عجل الله فرجه، يا لها من فضيحة، يا لها من خديعة، أنّ مثل هذا الشخص ابن تيمية وإحسان إلهي ظهير يلقبونه بتلك الألقاب وهؤلاء النسّابة معروفون بأنهم يذكرون النسب حسب اطّلاعهم، ويحذفون الإسناد، هذه كتب الأنساب بين أيديكم لا يذكرون الإسناد، لماذا؟ هم أعلم بذلك.
أوّلاً: حسب اعتراف إحسان الهي ظهير، أنّ هذا الرجل من أعلام القرن الرابع، وولادة الإمام الحجة عجل الله فرجه سنة ٢٥٦ هـ يعني أكثر من ١٤٠ سنة يوجد هذا الشخص ويذكر أنه لم يوجد للإمام العسكري عليه السلام عقب، وذلك حسب ادعاء إحسان إلهي ظهير. علماً أنه هو لم يقل، وإنما إحسان الهي ظهير هو الكاذب في ادّعائه كما سنذكر عبارة هذا الرجل ولكن إن صحّ ما يقوله إحسان، إذ لعلّ عنده نسخة نحن لم نطلع عليها مثلاً. يقول: إن هذا الشخص من أعلام القرن الرابع من علماء النسب وهو يؤكد أنه ليس له ولد.
إذن هنا ملاحظتان:
الأولى: أن الرجل حسب اعتراف إحسان ولد بعد أكثر من مائة سنة من ولادة الحجة عجل الله فرجه.
والثانية: لم يذكر سند دعواه، كيف يدّعي أنه لا عقب للإمام العسكري عليه السلام؟ من أين يعرف هل نزل عليه الوحي، أم رأى في عالم الرؤيا؟ الظاهر أن إحسان الهي ظهير جاهل حتى بعلماء النسب، فإن هذا ليس من علماء القرن الرابع، بل هو من علماء القرن الثالث، فقفز به قفزة قرن كأنه أراد أن يضرب رأسه بفأسه مثلما يقال يريد أن يستند إلى من يقول بأنه من علماء القرن الرابع وهو من علماء القرن الثالث، غريب...! هكذا هم أعداء أهل البيت عليهم السلام دائماً يتخبّطون.
على أي حال، هذا الرجل ينسب إليه أنه يؤكد أن لا عقب للإمام العسكري عليه السلام. وهذه هي العبارة التي يريد أن يستفيد منها هذا الرجل الناصبي بأنه لا عقب للإمام العسكري عليه السلام. فيقول عن طريق الإمام الحسن العسكري عليه السلام. (ولد الحسن بن عليّ عليه السلام في شهر ربيع الآخر سنة ٢٣٢هـ وتوفي في سرّ من رأى (سامراء) يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ٢٦٠هـ ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه عليه السلام وهو _ أي الإمام الحسن العسكري _ ابن ٢٨ سنة وصلى عليه أبو عيسى بن المتوكل، وكانت إمامته خمس سنوات وثمانية أشهر وخمسة أيام، وتوفي ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد ظاهر). لم يقل لم يولد له ولد، بل قال: لم ير أثر.
يا إحسان إلهي ظهير افتح عينيك يقول (لم ير له أثر) ولم يقل: لم يلد ولم يولد له أثر، بل يقول: ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد، ولم يقل لم يولد ولد له وإنما قال: لم يعرف له ولد ظاهر.
هذه عبارة هذا الرجل الذي لهج بذكر اسمه هذان الناصبيان _ ابن تيمية وإحسان الهي ظهير _ وقالا بأنّه نسّابة وانه يؤكد انه لا ولد للحسن العسكري عليه السلام، هذه عبارته فهو يقول لم يعرف له ولد ظاهر، ونحن أيضاً نقول: ليس ولد ظاهر الآن أنا وأنتم نقول ليس له ولد ظاهر معروف، هذا نعرفه{1}.
{1}ولادة الإمام المهدي عليه السلام، بشیر النجفي، ص157
{1}ولادة الإمام المهدي عليه السلام، بشیر النجفي، ص157