لا يقبل عمل أحد إلا بولايتهم عليهم السلام
قال الشيخ الفقيه أبو الحسن بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي رحمه الله في المائة التي جمعها من العامة: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبيد الله الحافظ، قال: حدّثنا عليّ بن سنان الموصلي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن صالح، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد، قال: حدّثنا ريان بن مسلم، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدّثنا سلامة عن أبي سليمان راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قال): قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)، قلت: والمؤمنون، قال: صدقت يا محمّد؛ من خلَّفت في أمتك؟ قلت: خيرها. قال: عليّ بن أبي طالب؟
قلت: نعم يا ربي.قال: يا محمّد إنّي اطلعت على الأرض (إطلاعة) فاخترتك منها، فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثم اطلعت ثانية فاخترت منها علياً وشققت (له) اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو عليّ، يا محمّد إني خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين من سِنخ نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان من الكافرين. يا محمّد! لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشنّ البالي، ثمّ أتاني جاحداً بولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم. يا محمّد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربي. فقال لي: التفت عن يمين العرش؛ فالتفتُّ فإذا بعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى الرضا، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، والمهدي في ضحضاح من نور قيامٌ يصلّون، وفي وسطهم يضيء المهدي كأنه كوكب دري. فقال: يا محمّد! هؤلاء الحجج، وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي. وهذا الشيخ الجليل من كبار علماء الطائفة الناجية أيضاً، وروى بالسند المزبور من طرق العامة، عن أبي سليمان راعي سيد العالمين. ونقل ابن بابويه رحمة الله عليه هذا الحديث بسند آخر عن أبي سليمان الراعي في كتاب كمال الدين وتمام النعمة مع اختلافٍ بالعبارات، وكان في آخره: (فيخرج اللاّت والعزى طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري). والمقصود من اللاّت والعزى الواقعين في هذا الحديث هما أبو بكر وعمر عليهما ما عليهما{1}.