شبهة الولادة
إنّا نسلّم بفكرة المهدي ولكن نشكّك في ولادته، وبالتالي فهو غير موجود الآن ولو بضمّ بعض الأصول كأصالة العدم واستصحابه.
ويمكن الجواب عنها بما يلي:
أوّلاً: إنَّ إثبات أمرٍ أو نفيه في الوقوع إنَّما يكون ويُقبَل ممَّن كان أقربَ منه شأناً، فهو أعرف بخصائص ودقائق ذلك الشيء، لأنَّه ممَّا يهمّه ويخصّه، وعليه فلا يقبل الإثبات والنفي ممَّا كان المثبت أو النافي بعيداً منه شأناً، وإلاَّ فهل يقبل المستشكل أن نثبت له اعتقاداً ما ليس عنده أو ننفيه؟
ثانياً: لو تنزّلنا عن الجواب الأوّل، فإنَّ هناك الكثير ممَّن اعترف بولادته، كمحمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول، وابن خلكان، وصاحب الفصول المهمّة، بل لم يحتو نصٌّ في ظرفه وما قاربه على عدم ثبوت الولادة.
ثالثاً: يمكن القول: إنَّ بحث الظلمة عنه دليلٌ على اعترافهم بولادته فإنَّهم وإن لم يجدوه، لكن نفس البحث ربَّما يكون دليلاً على الولادة ومظنَّتها، وإلاَّ فلو كان عندهم وضوح بعدم الولادة لكان فعلهم سفهياً ولا نريد بهذا الجواب أن نقول: إنَّ البحث أمارة الولادة كما هو واضح، وإنَّما نريد دعوى عدم الوضوح في نفي الولادة{1}.
{1}العقيدة المهدوية إشكاليات ومعالجات، احمد الاشکوري، ص134