أزمة فكر المستشرقين في المنظومة المهدوية
نقصد أولئك الذين أنكروا فكرة الإمام المهدي عليه السلام من أساسها بأساليب مختلفة، مثل:
أ) أسلوب التشكيك. ب) أسلوب الإصلاح والنقد العلمي. جـ) أسلوب تنقيب التراث. د) أسلوب الحداثة وما بعدها. هـ) أسلوب العولمة. فإنَّهم قذفوا الفكرة بالخرافة، والأسطورة، واستعملوا لغة الاستهزاء، ووقفوا على بعض التصرّفات الشاذّة الصادرة عن غير المُدْرَك الشرعي. ومن جملة المنكرين: (دونلدسن) في كتابه (عقيدة الشيعة) حيث قال: (الإخفاق الذي أصاب الحكومة الأموية في توطيد أركان العدل هو المنشأ لظهور فكرة المهدي). ويرى أيضاً أنَّ روايات المهدي عليه السلام موضوعة في عصر ما قبل تدوين السُنّة النبويّة. وأنَّ الكتب الروائية السُنّية قد خلت من هذه الروايات. وقال أيضاً: (إنَّ سرّ وضع الحديث عند الشيعة هو أنَّ القرآن غير ذاكر للإمام فاستغلّوا السُنّة لذلك). وقال (جولدزيهر) في كتابه (دراسات محمّدية): (لا بدَّ من تأسيس فكرة الآمال الصامتة لتهدئة روع الناس، ومن أجلى مظاهر فكرة الآمال الصامتة واقعة المهدي)، وذهب آخر إلى أنَّ فكرة المهدي خيال موجود في قبائل شمال أفريقيا، على أساس الجهل، والتعصّب، والنفوس الميالة إلى عبادة الأصنام، وادّعى أحمد أمين المصري في (المهدي والمهدوية)، وسعد محمّد حسن في (المهدي في الإسلام منذ القدم)، إنَّ فكرة المهدي أنشأها الفاطميون{1}.