الغيبة دليل الإمامة
إنَّ غيبة مولانا (المهدي) صلوات الله عليه التي حيَّرت المخالف والمؤالف هي من جملة الحجج على ثبوت إمامته وإمامة آبائه الطاهرين صلوات الله على جدّه محمّد وعليهم أجمعين، لأنَّك إذا وقفت على كتب الشيعة أو غيرهم مثل كتاب الغيبة لابن بابويه، وكتاب الغيبة للنعماني، ومثل كتاب الشفاء والجلاء، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، والكتب التي أشرت إليها في كتاب (الطرائف) وجدتها أو أكثرها تضمَّنت قبل ولادته أنَّه يغيب عليه السلام غيبة طويلة حتَّى يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بها، فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعناً في إمامة آبائه وفيه، فصارت الغيبة حجّة لهم عليهم السلام وحجّة على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحَّة غيبته، مع أنَّه عليه السلام حاضر مع الله جل جلاله على اليقين، وإنَّما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عمَّن حضره للمتابعة له ولربّ العالمين{1}.
{1}الإمام المهدي عليه السلام في مصادر علماء الشيعة الجزء الثالث،مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام، ص198