الصفات العامّة لجسمه الشريف
وهنا قالت الروايات بأنَّ جسم الإمام المهدي عليه السلام متناسق جدَّاً، وفيه كلّ حيثيات القوَّة الشديدة والجمال الإلهي، حتَّى أنَّه لو صاح بجبل لتدكدك، ومن هذا القبيل ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: (بأبي وأُمّي سميّ جدّي، شبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام) ، أي إنَّ جسم الإمام المهدي عليه السلام يشبه جسم النبيّ موسى عليه السلام من حيث التناسق والقوَّة البدنية، إذ أنَّ النبيّ موسى عليه السلام كان معروفا بالقوَّة البدنية، ويمكن لنا أن نتعرَّف على قوَّة موسى عليه السلام البدنية من خلال موقفين: أوَّلهما عندما وكز موسى القبطي فقضى عليه بضربة واحدة، ولم يكن قاصداً لقتله، ولكن قوَّة الضربة قتلته. وثانيهما عندما سقى لابنتي شعيب بدلو كانت حين تمتلئ لا يستخرجها إلَّا عشرة أنفار من البئر.
ومن هنا نعرف مقصود الروايات التي عبَّرت عن جسم الإمام المهدي عليه السلام بأنَّه (اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي)، فإنَّ المقصود من الجسم الإسرائيلي هو جسم النبيّ موسى عليه السلام. وفي هذا النوع نجد أنَّ الروايات الشريفة تصف جسمه عليه السلام بأنَّه (لا هو بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق)، بل هو مربوع القامة يميل إلى الطول، وكذلك نجدها تقول: إنَّه يخرج حين يخرج ويراه الرائي فيظنّه ابن ثلاثين أو أربعين سنة، وهذا الأمر سيكون من فتن الظهور أجارنا الله تعالى من مضلَّات الفتن{1}.