النصّ على اسم المهدي وغيبته
وقد علم جميع الواقفين على مصادر الحديث الشريف أنَّ هذا النصّ لم يكن خبراً واحداً أو اثنين، وإنَّما هي مجموعة أخبار نبوية متواترة المعنى والمدلول ومتوحّدة الهدف والسياق والاتّجاه، وإن لم تكن متطابقة تماماً في اللفظ لتعد من المتواتر اللفظي، وقد تجاوزت العشرات عدا إلى المئات، ورواها جمع غفير من الصحابة، وأخرجها عدد غفير أيضاً من الحفّاظ ونقلة الحديث. وبهذه الاستفاضة والتواتر لم يعد يصحُّ علمياً النقاش أو التردّد في صحَّة هذه الأحاديث وفي القطع بما جاء فيها وبما دلَّت عليه.
وإذا كان في بعض تلك الأحاديث ما لم يكن قطعي السند وإن كان ظاهر المعنى والدلالة، فإنَّ قواعد علم الحديث المتَّفق عليها عند المعنيين توجب الأخذ بها والعمل بموجبها، لاعتضادها وانجبارها بالطائفة الأخرى الصحيحة السند والمسلَّمة الثبوت، ولذلك تداول الجمهور رواية الجميع لإجماعهم على مضمونها بالقطع واليقين{1}.
{1}المهدي المنتظر بين التصوّر والتصديق،محمّد حسن آل ياسين،ص168