قصة عزير النبي
وكذلك ما جاء في القرآن الكريم في حق (الَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) لأنه مات ضحى وبعث قبل غيبوبة الشمس (قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) أي لم يتغير، روي أن طعامه كان تينا وعنبا وشرابه عصيرا ولبنا، فوجد التين والعنب كما جنيا والشراب على حاله، ذكر ذلك في الكشاف وغيره (وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ) قال في الكشاف: يجوز أن يراد وانظر إليه سالماً في مكانه كما ربطته، وذلك من أعظم الآيات أن يعيشه مائة عام من غير علف ولا ماء كما حفظ طعامه وشرابه من التغير.
وحكى الرازي في تفسيره عن جماعة من المفسرين أنه كان يرى حماره واقفا كما ربطه حين كان حيا لم يأكل ولم يشرب مائة عام انتهى. فهل بقاء التين والعنب كما جنيا والشراب على حاله مائة سنة أعجب وأغرب، أم ما نقوله في المهدي. وهل يكون أجهل الناس من يعتقد في بعض عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ثبت أعظم منه في حق الجمادات والحيوانات الصامتة{1}.
{1}البرهان على وجود صاحب الزمان،محسن الأمين الحسيني العاملي،ص114