بُني الاِسلام على كلمتين: «كلمة التوحيد» والشهادة على أنّه لاإله إلاّ اللّه ونفي أُلوهية وربوبية كلّ موجود سواه، و«توحيد الكلمة» والاعتصام بحبل اللّه المتين والنهي عن التفرق والتشتت وراء مسائل هامشية لا تمسُّ ـ في كثير من الاَحيان ـ جوهرَ الاِسلام، ورائدُنا في الدعوة إلى الوحدة وحفظ كيان الاِسلام، قوله سبحانه: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "ولو سبرنا أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته العملية نلمس منها اهتماماته الكبيرة بتوحيد الكلمة ولمّ الشمل، فانّ الوحدة هي دعامة القوة والرفاه ونيل السعادة، كما أنّ التفرقة هي بوَرة الضعف والشقاء والاندحار فالعقل يفرض على المسلمين رصَّ صفوفهم، وتوحيدَ كلمتهم بغية الوقوف أمام تلك الخُطط والموَامرات .إنّ مسألة التوحيد ونبذ الشرك من المسائل الهامّة التي تعد الهدف الاَسنى للاَنبياء والمرسلين وكبار المصلحين. فالتوحيد رمز الاِسلام وعزّة المسلمين .دعا القرآن الكريم، المجتمع الاِسلامي إلی الوحدة وقال: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا "فالمسلمون ملّة واحدة يجمعهم إله واحد، وكتاب واحد، ودين واحد، وشريعة واحدة فما يجمعهم أكثر ممّا يفرقهم{1}.
{1}جعفر سبحانی،بحوث قرآنية في التوحيد والشرك،ص12- 8